يمنُ الخلودِ ومهدُ الحضارات
✍️ بقلم المهندس محمد عبدالحميد الفودعي
يا موطنَ الأمجادِ يا أرضَ العُلا
ومهوى القلوبِ وسِرَّ مَن قد أقبلا
فيكَ ابتدأتْ حضارةٌ مُتألِّقٌ
نورُ الزمانِ بها تَجلَّى واعتلا
فيكَ العروشُ تتيهُ من فخرٍ، وفيـ
ـكَ المجدُ يكتبُ للعُروبةِ مَثَلا
عرشُ بلقيسَ الشهيرُ تألُّقٌ
يَسمو، وسدُّ مأربٍ قد أكمَلا
ومُلكُ سبأٍ بأفقِها متربِّعٌ
قد زيَّنَ التاريخَ مجدًا مُحصَلا
يا مهدَ أمجادِ البرايا أوَّلًا
ومنبعَ العُرفانِ والعقلِ العُلا
أرضُ الجَنتينِ بخُصبِها وبهائها
رُسِمَتْ من الآيِ الكريمِ مثَلا
فيها العطاءُ يسيلُ كالنهرِ الذي
يجري برُوحِ الخيرِ لا يتبدَّلا
وفي الأحقافِ العراقةُ شامخةٌ
تُروى الحكاياتُ القديمةُ أجملا
قومُ عادٍ سطَّروا تاريخَ بأسٍ
بالصخرِ شيَّدوا العُلا وتطوَّلا
يا يمنَ الخُلدِ أنتَ فجرُ حضارةٍ
وسراجُ مجدٍ في البرايا مُوصَلا
يا أرضَ بلقيسَ الحكيمةِ إنَّها
شمْسُ الملوكِ إذا الملوكُ تظلَّلا
فيكِ العزائمُ لا تَلينُ، وإنْ عَتتْ
أعصُرُ الخطوبِ، فصبرُك استبسَلا
سواحلُ الذهبِ الحسانُ تكلَّمتْ
عن مجدِ تُجّاركَ الذي قد أثمَلا
ورمالُك الصفراءُ تُخبِرُ أنّها
حَملتْ خُطى الأقوامِ نصرًا أقبَلا
يا يمنَ العزِّ، الكرامةُ دارُكمْ
وبكم تُزيَّنُ أعينُ الزمنِ العَلا
ستظلُّ في التاريخِ مجدًا خالدًا
لا يُمحَ من صفحاتِه ما أُجمِلا

شكراً على تفاعلكم معنا