ميزانُ العقل 🌿
✍️ بقلم:المهندس/محمد عبدالحميد الفودعي
رُبَّ الصغيرِ إذا ناجَيتَ فِكرَتَهُ
أهدى إليكَ حَكيمَ الرأيِ والبَصَرا
كم من فتىً ظنَنتَ الجهلَ يَغشاهُ
فأيقظَ الدربَ علمًا بعدما سَطَرا
يُخفي التواضعُ في أعماقِ صاحِبِهِ
نورًا يُجلّي بهِ دربَ الدُجى أزَرا
ليسَ الفتى مَن لبسَ الفخرَ مَلبسَهُ
لكنَّهُ مَن بنى بالأخلاقِ مُعتبرا
ما قيمةُ الثوبِ إنْ بالعارِ يلطخُهُ
أو كانَ في باطنِ الإنسانِ منكَسرا
إنَّ الجمالَ الذي في العقلِ منزِلُهُ
يبقى وإنْ ذهبتْ ألوانُنا سُدُرا
فلا تَغُرَّكَ أضواءٌ تُزيِّنُنا
فكمْ سرابٍ بدا للعينِ مُنحدِرا
قِسِ الرجالَ بما في القلبِ من همَمٍ
لا بالملامحِ أو بالأصلِ مُفتخَرا
قد يرفعُ اللهُ مَن بالصدقِ نِيَّتُهُ
ويَخذُلُ المتعالي حينَ قد كفَرا
كم عالمٍ خفَتَتْ أسماؤُهُ سَفَهًا
لكنَّهُ خلَّدَ التاريخَ إذ ذَكرا
فكنْ لنفسِكَ ميزانًا تُقَوِّمُها
ولا تُبالِ بمنْ في زهوِهِ ازْدَجَرا
فالعقلُ تاجُ الفتى، والفكرُ أروعُهُ
وبهْ يَعيشُ على الأيامِ مُنتصِرا
شكراً على تفاعلكم معنا