وجعُ الصمت في قلوبِ الرجال
بقلم: المهندس محمد عبدالحميد الفودعي
قَهرُ الرجالِ جراحٌ لا يُداويها
صبرُ السنينِ، وإن طالت أمانيها
فارفُقْ بقلبٍ إذا ما مسَّهُ ألمٌ
أخفى الدموعَ، وعزَّت في مآقيها
تراهُ صلبًا، ولكنْ في تحمُّلِهِ
نارٌ تُؤجِّجُها الذكرى وتُؤذيها
يُمسي يُجاهدُ في دنيا مُكَدَّرةٍ
والنفسُ تشكو، ولكنْ لا يُبديها
يُخفي انكسارًا وراءَ البِشرِ مبتسمًا
كأنَّما البِشرُ تاجٌ فوقَ ناصيها
يبيتُ مهمومَ عينٍ لا ينامُ لها
جفنٌ، وتأبى الدموعُ أن يُجريها
ما أقسى الحياةَ إن جارَتْ على رجلٍ
ضاقتْ عليهِ، وضاعَ الصبرُ يُهديها
يحيا كأنَّ عليهِ الصمتَ مُلتزمًا
يُخفي الأنينَ، ويُرضيها ويُخفيها
فيا امرأةً، إن رأيتِ الدهرَ أتعبهُ
فالمجدُ في صبرِهِ، لا في تناهيها
رِفقًا بقلبٍ إذا ما ضاقَ من وَهَنٍ
ما قالَ: «آهِ»، ولكنْ ماتَ يُحييها
فصونوا رجالًا إذا ضاقت مواقفُهم
فإنهم سندُ دنياكم وبانيها

شكراً على تفاعلكم معنا