من رماد الألم يزهر العطاء
بقلم المهندس محمد الفودعي
فَقَدَتْ خُطايَ مِنَ الحيـاةِ شِتاتَها
وبَقِيتُ في روحي أُضِيءُ شَذَايــا
ورجوتُ رَبِّي حين أوجَعَني الأسـى
فأضاءَ قلبـي بَعدَ طولِ بَلَايــا
قالوا فَقيرُ الروحِ لا يُعطي هَدًى
هيهاتَ كم جادَ الفاقدْ سَخَايــا
كم من كسيرٍ في الطريقِ بنى المدى
ورَفَـعْتُهُ يدُهُ على البلوى رِضَايــا
مَنْ ذاقَ نارَ الفَقْدِ صار لغيرِهِ
غَيْثًا يُساقِطُ في القلوبِ نَدَايــا
هذا الذي أثقلتْهُ أوجاعُ المنى
يَهَبُ المُحبَّ إذا دعاهُ هَدَايــا
والجُرحُ مدرسةُ الكريمِ يَزيدُهُ
حِلْمًا ويُهذِبُ روحَهُ تَهْذِبَايــا
يا مَنْ ظنَنْتَ الفاقدَ العاجيـزَ عن
عَطْفٍ لقد أخطأتَ حُكمًا جَفَايــا
فالضوْءُ يسكنُ قلبَ مَنْ ضاقَ الأسى
لا مَنْ حَوَى مالًا ولا مَنْ نالَ غَايــا
رَبِّي يُفيضُ على الفاقد رحيمَـهُ
قلبًا يُنيرُ الدربَ دونَ مِرائــيا
فالحقُّ أنَّ العَطاءَ روحٌ عاشقٌ
يمتدُّ حتى يَغْمُرَ الدنيـا سَنَايــا
وها أنذا رغمَ الفُقودِ وما جرى
أعطي لأني قد عرَفتُ بَلَايــا
مَنْ ذاقَ فَقْدًا صارَ نهرًا مُرتَوًى
يَسقي البريَّةَ ما استطاعَ سَقَايــا

شكراً على تفاعلكم معنا